کد مطلب:99211 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:243

خطبه 027-در فضیلت جهاد











[صفحه 75]

الشرح: هذه الخطبه من مشاهیر خطبه (ع)، قد ذكرها كثیر من الناس، و رواها ابوالعباس المبرد فی اول "الكامل" و اسقط من هذه الروایه الفاظا و زاد فیها الفاظا، و قال فی اولها: (انه انتهی الی علی (ع) ان خیلا وردت الانبار لمعاویه، فقتلوا عاملا له یقال له: حسان بن حسان، فخرج مغضبا یجر رداءه، حتی اتی النخیله، و اتبعه الناس فرقی رباوه من الارض فحمد الله و اثنی علیه، و صلی علی نبیه (ص) ثم قال: اما بعد فان الجهاد باب من ابواب الجنه، فمن تركه رغبه عنه البسه الله الذل و سیما الخسف). و قال فی شرح ذلك: قوله: (و سیما الخسف)، هكذا حدثونا به و اظنه (سیم الخسف) من قوله تعالی: "یسومونكم سوء العذاب" و قال: فان نصرنا ما سمعناه فسیما الخسف تاویله علامه الخسف قال الله تعالی: "سیماهم فی وجوههم" و قال: "یعرف المجرمون بسیماهم" و سیما مقصور و فی معناه (سیمیاء) ممدود قال الشاعر: غلام رماه الله بالحسن یافعا له سیمیاء لا تشق علی البصر و نحن نقول: ان السماع الذی حكاه ابوالعباس غیر مرضی، و الصحیح ما تضمنه (نهج البلاغه) و هو (سیم الخسف) فعل ما لم یسم فاعله، و (الخسف) منصوب، لانه مفعول و تاویله: اولی الخسف و كلف ایاه، و الخسف: ا

لذل و المشقه. و ایضا فان فی "نهج البلاغه" لایمكن ان یكون الا كما اخترناه، لانه بین افعال متعدده بنیت للمفعول به، و هی: (دیث) و (ضرب) و (ادیل) و (منع) و لایمكن ان یكون ما بین هذه الافعال معطوفا علیها الا مثلها، و لایجوز ان یكون اسما. و اما قوله (ع): (و هو لباس التقوی) فهو لفظه ماخوذه من الكتاب العزیز، قال الله سبحانه: "قد انزلنا علیكم لباسا یواری سوآتكم و ریشا و لباس التقوی". و الجنه: ما یجتن به، ای یستتر، كالدرع و الحجفه. و تركه رغبه عنه، ای زهدا فیه، رغبت عن كذا، ضد رغبت فی كذا. و دیث بالصغار ای ذلل بعیر مدیث ای مذلل و منه الدیوث: الذی لا غیره له كانه قد ذلل حتی صار كذلك. و الصغار: الذل و الضیم. و القماء، بالمد: مصدر قمو الرجل قماء و قماءه، ای صار قمیئا، و هو الصغیر الذلیل، فاما قما بفتح المیم فمعناه سمن، و مصدره القموء و القموءه. و روی الراوندی: (و دیث بالصغار و القما)، بالقصر و هو غیر معروف. و قوله (ع): (و ضرب علی قلبه بالاسهاب) فالاسهاب هاهنا هو ذهاب العقل و یمكن ان یكون من الاسهاب الذی هو كثره الكلام. كانه عوقب بان یكثر كلامه فیما لافائده تحته. قوله: (و ادیل الحق منه بتضییع الجهاد) قد یظن ظان انه یرید (

ع): و ادیل الحق منه بان اضیع جهاده، كالباءات المتقدمه و هی قوله: (و دیث بالصغار) و (ضرب علی قلبه بالاسهاب). و لیس كما ظن، بل المراد: و ادیل الحق منه لاجل تضییعه الجهاد، فالباء هاهنا للسببیه، كقوله تعالی: "ذلك جزیناهم ببغیهم". و النصف: الانصاف. و عقر دارهم، بالضم: اصل دارهم و العقر: الاصل و منه العقار للنخل كانه اصل المال. و تواكلتم، من وكلت الامر الیك و وكلته الی، ای لم یتوله احد منا و لكن احال به كل واحد علی الاخر و منه رجل وكل، ای عاجز یكل امره الی غیره و كذلك و كله. استطراد بذكر كلام لابن نباته فی الجهاد و اعلم ان التحریض علی الجهاد و الحض علیه قد قال فیه الناس فاكثروا، و كلهم اخذوا من كلام امیرالمومنین (ع) فمن جید ذلك ما قاله ابن نباته الخطیب: ایها الناس، الی كم تسمعون الذكر فلا تعون و الی كم تقرعون بالزجر فلا تقلعون كان اسماعكم تمج ودائع الوعظ، و كان قلوبكم بها استكبار عن الحفظ و عدوكم یعمل فی دیاركم عمله، و یبلغ بتخلفكم عن جهاده امله، و صرخ بهم الشیطان الی باطله فاجابوه و ندبكم الرحمن الی حقه فخالفتموه و هذه البهائم تناضل عن ذمارها، و هذه الطیر تموت حمیه دون اوكارها بلا كتاب انزل علیها و لا رسول ا

رسل الیها. و انتم اهل العقول و الافهام و اهل الشرائع و الاحكام تندون من عدوكم ندید الابل و تدرعون له مدارع العجز و الفشل و انتم و الله اولی بالغزو الیهم و احری بالمغار علیهم لانكم امناء الله علی كتابه و المصدقون بعقابه و ثوابه، خصكم الله بالنجده و الباس و جعلكم خیر امه اخرجت للناس. فاین حمیه الایمان؟ و این بصیره الایقان؟ و این الاشفاق من لهب النیران؟ و این الثقه بضمان الرحمن؟ فقد قال الله عز و جل فی القرآن: "بلی ان تصبروا و تتقوا" فاشترط علیكم التقوی و الصبر و ضمن لكم المعونه و النصر افتتهمونه فی ضمانه ام تشكون فی عدله و احسانه فسابقوا رحمكم الله الی الجهاد بقلوب نقیه و نفوس ابیه و اعمال رضیه و وجوه مضیه و خذوا بعزائم التشمیز و اكشفوا عن رءوسكم عار التقصیر و هبوا نفوسكم لمن هو املك بها منكم، و لاتركنوا الی الجزع فانه لایدفع الموت عنكم "لاتكونوا كالذین كفروا و قالوا لاخوانهم اذا ضربوا فی الارض او كانوا غزی لو كانوا عندنا ما ماتوا و ما قتلوا". فالجهاد الجهاد ایها الموقنون، و الظفر الظفر ایها الصابرون و الجنه الجنه ایها الراغبون و النار النار ایها الراهبون فان الجهاد اثبت قواعد الایمان و اوسع ابواب الرضوان و ارف

ع درجات الجنان و ان من ناصح الله لبین منزلتین مرغوب فیهما، مجمع علی تفضیلهما: اما السعاده بالظفر فی العاجل و اما الفوز بالشهاده فی الاجل. و اكره المنزلتین الیكم اعظمهما نعمه علیكم فانصروا الله فان نصره حرز من الهلكات حریز، "و لینصرن الله من ینصره ان الله لقوی عزیز". هذا آخر خطبه ابن نباته، فانظر الیها و الی خطبته (ع) بعین الانصاف تجدها بالنسبه الیها كمخنث بالنسبه الی فحل، او كسیف من رصاص بالاضافه الی سیف من حدید. و انظر ما علیها من اثر التولید و شین التكلف و فجاجه كثیر من الالفاظ، الا تری الی فجاجه قوله: (كان اسماعكم تمج ودائع الوعظ و كان قلوبكم بها استكبار عن الحفظ)! و كذلك لیس یخفی نزول قوله: (تندون من عدوكم ندید الابل، و تدرعون له مدارع العجز و الفشل). و فیها كثیر من هذا الجنس، اذا تامله الخبیر عرفه، و مع هذا فهی مسروقه من كلام امیرالمومنین (ع) الا تری ان قوله (ع) (اما بعد، فان الجهاد باب من ابواب الجنه) قد سرقه ابن نباته. فقال: (فان الجهاد اثبت قواعد الایمان، و اوسع ابواب الرضوان، و ارفع درجات الجنان)! و قوله (ع): (من اجتماع هولاء علی باطلهم، و تفرقكم عن حقكم) سرقه ایضا، فقال: (صرخ بهم الشیطان الی باطله

فاجابوه و ندبكم الرحمن الی حقه فخالفتموه). و قوله (ع) (قد دعوتكم الی قتال هولاء القوم...) الی آخره، سرقه ایضا فقال: (كم تسمعون الذكر فلا تعون و تقرعون بالزجر فلا تقلعون)! و قوله (ع): (حتی شنت علیكم الغارات و ملكت علیكم الاوطان) سرقه ایضا و قال: (و عدوكم یعمل فی دیاركم عمله و یبلغ بتخلفكم عن جهاده امله). و اما باقی خطبه ابن نباته فمسروق من خطب لامیرالمومنین (ع) اخر، سیاتی ذكرها. و اعلم انی اضرب لك مثلا تتخذه دستورا فی كلام امیرالمومنین (ع)، و كلام الكتاب و الخطباء بعده كابن نباته و الصابی و غیرهما، انظر نسبه شعر ابی تمام و البحتری و ابی نواس و مسلم الی شعر امری ء القیس و النابغه و زهیر و الاعشی، هل اذا تاملت اشعار هولاء و اشعار هولاء تجد نفسك حاكمه بتساوی القبیلین او بتفضیل ابی نواس و اصحابه علیهم؟ ما اظن ان ذلك مما تقوله انت و لاقاله غیرك، و لایقوله الا من لایعرف علم البیان و ماهیه الفصاحه و كنه البلاغه و فضیله المطبوع علی المصنوع، و مزیه المتقدم علی المتاخر فاذا اقررت من نفسك بالفرق و الفضل و عرفت فضل الفاضل و نقص الناقص فاعلم ان نسبه كلام امیرالمومنین (ع) الی هولاء هذه النسبه، بل اظهر لانك تجد فی شعر امری

ء القیس و اصحابه من التعجرف و الكلام الحوشی، و اللفظ الغریب المستكره شیئا كثیرا. و لاتجد من ذلك فی كلام امیرالمومنین (ع) شیئا، و اكثر فساد الكلام و نزوله انما هو باستعمال ذلك. فان شئت ان تزداد استبصارا، فانظر القرآن العزیز- و اعلم ان الناس قد اتفقوا علی انه فی اعلی طبقات الفصاحه- و تامله تاملا شافیا و انظر الی ما خص به من مزیه الفصاحه و البعد عن التقعیر و التقعیب و الكلام الوحشی الغریب و انظر كلام امیرالمومنین (ع) فانك تجده مشتقا من الفاظه، و مقتضبا من معانیه و مذاهبه، و محذوا به حذوه، و مسلوكا به فی منهاجه فهو و ان لم یكن نظیرا و لا ندا، یصلح ان یقال انه لیس بعده كلام افصح منه و لااجزل، و لا اعلی و لاافخم و لاانبل، الا ان یكون كلام ابن عمه (ع) و هذا امر لایعلمه الا من ثبتت له قدم راسخه فی علم هذه الصناعه، و لیس كل الناس یصلح لانتقاد الجوهر، بل و لا لانتقاد الذهب، و لكل صناعه اهل و لكل عمل رجال. و من خطب ابن نباته التی یحرض فیها علی الجهاد: (الا و ان الجهاد كنز وفر الله منه اقسامكم، و حرز طهر الله به اجسامكم، و عز اظهر الله به اسلامكم، فان تنصروا الله ینصركم و یثبت اقدامكم، فانفروا رحمكم الله جمیعا و ثبات، و

شنوا علی اعدائكم الغارات و تمسكوا بعصم الاقدام و معاقل الثبات و اخلصوا فی جهاد عدوكم حقائق النیات، فانه و الله ما غزی قوم فی عقر دارهم الا ذلوا، و لاقعدوا عن صون دیارهم الا اضمحلوا. و اعلموا انه لایصلح الجهاد بغیر اجتهاد، كما لایصلح السفر بغیر زاد، فقدموا مجاهده القلوب قبل مشاهده الحروب و مغالبه الاهواء قبل محاربه الاعداء، و بادروا باصلاح السرائر فانها من انفس العدد و الذخائر، و اعتاضوا من حیاه لابد من فنائها بالحیاه التی لاریب فی بقائها، و كونوا ممن اطاع الله و شمر فی مرضاته و سابقوا بالجهاد الی تملك جناته، فان للجنه بابا حدوده تطهیر الاعمال و تشییده انفاق الاموال، و ساحته زحف الرجال، و طریقه غمغمه الابطال و مفتاحه الثبات فی معترك القتال، و مدخله من مشرعه الصوارم و النبال. فلینظر الناظر فی هذا الكلام، فانه و ان كان قد اخذ من صناعه البدیع بنصیب، الا انه فی حضیض الارض و كلام امیرالمومنین (ع) فی اوج السماء، فانه لاینكر لزومه فیه لما لایلزمه اقتدارا و قوه و كتابه نحو قوله: (كنز) فانه بازاء (حرز) و (عز) و قوله: (مشاهده) بازاء قوله: (مجاهده) و (مغالبه) بازاء (محاربه) و (حدوده) بازاء (تشییده)، لكن مثله بالقیاس الی

كلام امیرالمومنین (ع) كدار مبنیه من اللبن و الطین، مموهه الجدران بالنقوش و التصاویر، مزخرفه بالذهب من فوق الجص و الاسفیداج، بالقیاس الی دار مبنیه بالصخر الاصم الصلد المسبوك بینه عمد الرصاص و النحاس المذاب، و هی مكشوفه غیر مموهه و لا مزخرفه. فان بین هاتین الدارین بونا بعیدا، و فرقا عظیما. و انظر قوله: (ما غزی قوم فی عقر دارهم الا ذلوا) كیف تصیح من بین الخطبه صیاحا، و تنادی علی نفسها نداء فصیحا، و تعلم سامعها انها لیست من المعدن الذی خرج باقی الكلام منه، و لا من الخاطر الذی صدر ذلك السجع عنه، و لعمر الله لقد. جملت الخطبه و حسنتها و زانتها، و ما مثلها فیها الا كایه من الكتاب العزیز یتمثل بها فی رساله او خطبه، فانها تكون كاللولوه المضیئه تزهر و تنیر، و تقوم بنفسها و تكتسی الرساله بها رونقا، و تكتسب بها دیباجه. و اذا اردت تحقیق ذلك فانظر الی السجعه الثانیه التی تكلفها لیوازنها بها، و هی قوله: (و لا قعدوا عن صون دیارهم الا اضمحلوا) فانك اذا نظرت الیها وجدت علیها من التكلف و الغثاثه ما یقوی عندك صدق ما قلته لك. علی ان فی كلام ابن نباته فی هذا الفصل ما لیس بجید، و هو قوله: (و حرز طهر الله به اجسامكم) فانه لایقال فی

الحرز: انه یطهر الاجسام، و لو قال عوض (طهر): حصن الله به اجسامكم لكان الیق، لكنه اراد ان یقول: (طهر) لیكون بازاء (وفر) و بازاء (اظهر) فاداه حب التقابل الی ما لیس بجید.

[صفحه 78]

الشرح: و تخاذلتم، من الخذلان. و شنت علیكم الغارات: فرقت، و ما كان من ذلك متفرقا نحو ارسال الماء علی الوجه دفعه بعد دفعه، فهو بالشین المعجمه، و ما كان ارسالا غیر متفرق، فهو بالسین المهمله و یجوز شن الغاره و اشنها. و المسالح: جمع مسلحه و هی كالثغر و المرقب و فی الحدیث: (كان ادنی مسالح فارس الی العرب العذیب). و المعاهده: ذات العهد و هی الذمیه. و الحجل: الخلخال و من هذا قیل للفرس محجل و سمی القید حجلا لانه یكون مكان الخلخال. و رعثها: شنوفها جمع رعاث بكسر الراء و رعاث: جمع رعثه فالاول مثل خمار و خمر و الثانی مثل جفنه و جفان. و القلب: جمع قلب، و هو السوار المصمت. و الاسترجاع، قوله "انا لله و انا الیه راجعون" و الاسترحام: ان تناشده الرحم. و انصرفوا وافرین ای تامین وفر الشی ء نفسه ای تم فهو وافر، و وفرت الشی ء، متعد ای اتممته. و فی روایه المبرد (موفورین) قال: من الوفر، ای لم ینل احد منهم بان یرزا فی بدن او مال. و فی روایه المبرد ایضا: (فتواكلتم و تخاذلتم، و ثقل علیكم قولی، و اتخذتموه وراءكم ظهریا) قال: ای رمیتم به وراء ظهوركم ای لم تلتفتوا الیه یقال فی المثل: لاتجعل حاجتی منك بظهر، ای لا تطرحها غیر نا

ظر الیها، قال الفرزدق: تمیم بن مر لا تكونن حاجتی بظهر و لا یعیا علیك جوابها و الكلم: الجراح و فی روایه المبرد ایضا: (مات من دون هذا اسفا) و الاسف: التحسر. و فی روایه المبرد ایضا: (من تضافر هولاء القوم علی باطلهم) ای من تعاونهم و تظاهرهم. و فی روایه المبرد ایضا: (و فشلكم عن حقكم)، الفشل: الجبن و النكول عن الشی ء. غاره سفیان بن عوف الغامدی علی الانبار فاما اخو غامد الذی وردت خیله الانبار، فهو سفیان بن عوف بن المغفل الغامدی، و غامد قبیله من الیمن، و هی من الازد، ازد شنوءه. و اسم غامد عمر بن عبدالله بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الازد. و سمی غامدا لانه كان بین قومه شر فاصلحه و تغمدهم بذلك. روی ابراهیم بن محمد بن سعید بن هلال الثقفی فی كتاب "الغارات" عن ابی الكنود، قال: حدثنی سفیان بن عوف الغامدی، قال: دعانی معاویه، فقال انی باعثك فی جیش كثیف ذی اداه و جلاده، فالزم لی جانب الفرات، حتی تمر بهیت فتقطعها، فان وجدت بها جندا فاغر علیهم، و الا فامض حتی تغیر علی الانبار، فان لم تجد بها جندا فامض حتی توغل فی المدائن، ثم اقبل الی و اتق ان تقرب الكوفه. و اعلم انك ان اغرت علی اهل الانبار و اهل

المدائن فكانك اغرت علی الكوفه، ان هذه الغارات یا سفیان علی اهل العراق ترعب قلوبهم، و تفرح كل من له فینا هوی منهم و تدعو الینا كل من خاف الدوائر، فاقتل من لقیته ممن لیس هو علی مثل رایك و اخرب كل ما مررت به من القری و احرب الاموال، فان حرب الاموال شبیه بالقتل و هو اوجع للقلب. قال: فخرجت من عنده فعسكرت و قام معاویه فی الناس فخطبهم، فقال: ایها الناس، انتدبوا مع سفیان بن عوف فانه وجه عظیم فیه اجر، سریعه فیه اوبتكم ان شاءالله ثم نزل. قال: فو الذی لا اله غیره ما مرت ثالثه حتی خرجت فی سته آلاف، ثم لزمت شاطی ء الفرات فاغذذت السیر حتی امر بهیت، فبلغهم انی قد غشیتهم فقطعوا الفرات فمررت بها و ما بها عریب، كانها لم تحلل قط فوطئتها حتی امر بصندوداء ففروا فلم الق بها احدا فامضی حتی افتتح الانبار، و قد نذروا بی فخرج صاحب المسلحه الی فوقف لی فلم اقدم علیه حتی اخذت غلمانا من اهل القریه، فقلت لهم: اخبرونی كم بالانبار من اصحاب علی (ع)؟ قالوا: عده رجال المسلحه خمسمائه و لكنهم قد تبددوا و رجعوا الی الكوفه و لاندری الذی یكون فیها قد یكون مائتی رجل فنزلت فكتبت اصحابی كتائب ثم اخذت ابعثهم الیه كتیبه بعد كتیبه فیقاتلهم و الله و یصبر ل

هم و یطاردهم و یطاردونه فی الازقه فلما رایت ذلك انزلت الیهم نحوا من مائتین و اتبعتهم الخیل، فلما حملت علیهم الخیل و امامها الرجال تمشی، لم یكن شی ء حتی تفرقوا، و قتل صاحبهم فی نحو من ثلاثین رجلا، و حملنا ما كان فی الانبار من الاموال، ثم انصرفت فو الله ما غزوت غزاه كانت اسلم و لا اقر للعیون و لا اسر للنفوس منها. و بلغنی و الله انها ارعبت الناس فلما عدت الی معاویه حدثته الحدیث علی وجهه فقال: كنت عند ظنی بك لاتنزل فی بلد من بلدانی الا قضیت فیه مثل ما یقضی فیه امیره، و ان احببت تولیته ولیتك، و لیس لاحد من خلق الله علیك امر دونی. قال: فو الله ما لبثنا الا یسیرا، حتی رایت رجال اهل العراق یاتوننا علی الابل هرابا من عسكر علی (ع). قال ابراهیم: كان اسم عامل علی (ع) علی مسلحه الانبار اشرس بن حسان البكری. و روی ابراهیم عن عبدالله بن قیس، عن حبیب بن عفیف، قال: كنت مع اشرس بن حسان البكری بالانبار علی مسلحتها اذ صبحنا سفیان بن عوف فی كتائب تلمع الابصار منها فهالونا و الله، و علمنا اذ رایناهم انه لیس لنا طاقه بهم و لا ید فخرج الیهم صاحبنا و قد تفرقنا فلم یلقهم نصفنا و ایم الله لقد قاتلناهم، فاحسنا قتالهم حتی كرهونا، ثم نزل

صاحبنا و هو یتلو قوله تعالی: "فمنهم من قضی نحبه و منهم من ینتظر و ما بدلوا تبدیلا". ثم قال لنا: من كان لایرید لقاء الله، و لایطیب نفسا بالموت فلیخرج عن القریه ما دمنا نقاتلهم فان قتالنا ایاهم شاغل لهم عن طلب هارب و من اراد ما عند الله فما عند الله خیر للابرار. ثم نزل فی ثلاثین رجلا فهممت بالنزول معه، ثم ابت نفسی، و استقدم هو و اصحابه فقاتلوا حتی قتلوا رحمهم الله، و انصرفنا نحن منهزمین. قال ابراهیم: و قدم علج من اهل الانبار علی علی (ع) فاخبره الخبر، فصعد المنبر فخطب الناس، و قال: ان اخاكم البكری قد اصیب بالانبار، و هو معتز لایخاف ما كان، و اختار ما عند الله علی الدنیا، فانتدبوا الیهم حتی تلاقوهم، فان اصبتم منهم طرفا انكلتموهم عن العراق ابدا ما بقوا. ثم سكت عنهم رجاء ان یجیبوه او یتكلم منهم متكلم، فلم ینبس احد منهم بكلمه، فلما رای صمتهم نزل، و خرج یمشی راجلا حتی اتی النخیله، و الناس یمشون خلفه حتی احاط به قوم من اشرافهم، فقالوا: ارجع یا امیرالمومنین و نحن نكفیك، فقال: ما تكفوننی و لاتكفون انفسكم! فلم یزالوا به حتی صرفوه الی منزله، فرجع و هو واجم كئیب و دعا سعید بن قیس الهمدانی، فبعثه من النخیله فی ثمانیه آلاف،

و ذلك انه خبر ان القوم جاءوا فی جمع كثیف. فخرج سعید بن قیس علی شاطی ء، الفرات فی طلب سفیان بن عوف، حتی اذا بلغ عانات سرح امامه هانی ء بن الخطاب الهمدانی، فاتبع آثارهم حتی دخل ادانی ارض قنسرین و قد فاتوه، فانصرف. قال: و لبث علی (ع) تری فیه الكابه و الحزن، حتی قدم علیه سعید بن قیس، و كان تلك الایام علیلا، فلم یقو علی القیام فی الناس بما یریده من القول، فجلس بباب السده التی تصل الی المسجد و معه ابناه حسن و حسین (ع) و عبدالله بن جعفر، و دعا سعدا مولاه فدفع الیه الكتاب و امره ان یقراه علی الناس، فقام سعد بحیث یستمع علی (ع) صوته و یسمع ما یرد الناس علیه ثم قرا هذه الخطبه التی نحن فی شرحها. و ذكر ان القائم الیه، العارض نفسه علیه جندب بن عفیف الازدی، هو و ابن اخ له یقال له: عبدالرحمن بن عبدالله بن عفیف. قال: ثم امر الحارث الاعور الهمدانی، فنادی فی الناس: این من یشتری نفسه لربه و یبیع دنیاه باخرته؟ اصبحوا غدا بالرحبه ان شاءالله، و لایحضر الا صادق النیه فی السیر معنا و الجهاد لعدونا فاصبح و لیس بالرحبه الا دون ثلاثمائه، فلما عرضهم قال: لو كانوا الفا كان لی فیهم رای. و اتاه قوم یعتذرون، فقال: "و جاء المعذرون"، و تخلف ا

لمكذبون، و مكث ایاما بادیا حزنه شدید الكابه، ثم جمع الناس فخطبهم فقال: اما بعد ایها الناس فو الله لاهل مصركم فی الامصار اكثر من الانصار فی العرب، و ما كانوا یوم اعطوا رسول الله (ص) ان یمنعوه و من معه من المهاجرین حتی یبلغ رسالات ربه الا قبیلتین، قریبا مولدهما ما هما باقدم العرب میلادا، و لا باكثرهم عددا. فلما آووا النبی (ص) و اصحابه و نصروا الله و دینه رمتهم العرب عن قوس واحده فتحالفت علیهم الیهود، و غزتهم القبائل قبیله بعد قبیله فتجردوا لنصره دین الله و قطعوا ما بینهم و بین العرب من الحبائل، و ما بینهم و بین الیهود من الحلف و نصبوا لاهل نجد و تهامه و اهل مكه و الیمامه و اهل الحزن و السهل و اقاموا قناه الدین، و صبروا تحت حماس الجلاد، حتی دانت العرب لرسول الله (ص) و رای منهم قره العین قبل ان یقبضه الله عز و جل الیه، و انتم الیوم فی الناس اكثر من اولئك ذلك الزمان فی العرب. فقام الیه رجل آدم طوال، فقال: ما انت بمحمد، و لا نحن باولئك الذین ذكرت، فقال (ع): احسن سمعا تحسن اجابه! ثكلتكم الثواكل! ما تزیدوننی الا غما! هل اخبرتكم انی محمد، و انكم الانصار! انما ضربت لكم مثلا، و انما ارجو ان تتاسوا بهم. ثم قام رجل آخر،

فقال: ما احوج امیرالمومنین الیوم و اصحابه الی اصحاب النهروان. ثم تكلم الناس من كل ناحیه و لغطوا و قام رجل منهم فقال باعلی صوته: استبان فقد الاشتر علی اهل العراق اشهد لو كان حیا لقل اللغط و لعلم كل امری ء ما یقول. فقال علی (ع): هبلتكم الهوابل! انا اوجب علیكم حقا من الاشتر، و هل للاشتر علیكم من الحق الا حق المسلم علی المسلم. فقام حجر بن عدی الكندی و سعید بن قیس الهمدانی، فقالا: لا یسوءك الله یا امیرالمومنین مرنا بامرك نتبعه، فو الله ما نعظم جزعا علی اموالنا ان نفدت، و لا علی عشائرنا ان قتلت فی طاعتك. فقال: تجهزوا للمسیر الی عدونا. فلما دخل منزله و دخل علیه وجوه اصحابه، قال لهم: اشیروا علی برجل صلیب ناصح یحشر الناس من السواد. فقال له سعید بن قیس: یا امیرالمومنین اشیر علیك بالناصح الاریب الشجاع الصلیب، معقل بن قیس التمیمی قال: نعم. ثم دعاه فوجهه فسار فلم یقدم حتی اصیب امیرالمومنین (ع).

[صفحه 79]

الشرح: فقبحا لكم و ترحا، دعاء بان ینحیهم الله عن الخیر، و ان یخزیهم و یسوءهم. و الغرض: الهدف. و حماره القیظ بتشدید الراء: شده حره. و یسبخ عنا الحر، ای یخف و فی الحدیث ان عائشه اكثرت من الدعاء علی سارق سرق منها شیئا، فقال لها النبی (ص): (لاتسبخی عنه بدعائك). و صباره الشتاء، بتشدید الراء. شده برده، و لم یرو المبرد هذه اللفظه، و روی: (اذا قلت لكم اغزوهم فی الشتاء قلتم هذا اوان قر و صر، و ان قلت لكم اغزوهم فی الصیف قلتم هذه حماره القیظ انظرنا ینصرم عنا الحر). الصر: شده البرد قال تعالی "كمثل ریح فیها صر". و لم یرو المبرد: حلوم الاطفال و روی عوضها: (یا طغام الاحلام) و قال: الطغام: من لامعرفه عنده و منه قولهم: (طغام اهل الشام). و رباب الحجال: النساء، (و الحجال) جمع حجله و هی بیت یزین بالستور و الثیاب و الاسره و السدم: الحزن و الغیظ. و القیح ما یكون فی القرحه من صدیدها. و شحنتم: ملاتم. و النغب: جمع نغبه و هی الجرعه. و التهمام بفتح التاء: الهم و كذلك كل (تفعال)، كالترداد، و التكرار، و التجوال، الا التبیان و التلقاء، فانهما بالكسر. و انفاسا ای جرعه بعد جرعه، یقال: اكرع فی الاناء نفسین او ثلاثه. و ذرفت ع

لی الستین، ای زدت. و رواها المبرد نیفت. و روی المبرد فی آخرها: فقام الیه رجل و معه اخوه فقال: یا امیرالمومنین، انی و اخی هذا، كما قال الله تعالی: "رب انی لا املك الا نفسی و اخی" فمرنا بامرك فو الله لننتهین الیه و لو حال بیننا و بینه جمر الغضا و شوك القتاد. فدعا لهما بخیر و قال: و این تقعان مما ارید ثم نزل.


صفحه 75، 78، 79.